همس الحب كبار الشخصيات
عدد الرسائل : 234 العمر : 33 العمل/الترفيه : طــــــــــــــــــــالبه المزاج : عالـــــــــــــى Personalized field : . : الـــمــزاج : الــبلــد : العــمــل : : الـهــوايــه : sms : <!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com --><form method="POST" action="--WEBBOT-SELF--"><!--webbot bot="SaveResults" u-file="fpweb:///_private/form_results.csv" s-format="TEXT/CSV" s-label-fields="TRUE" --><fieldset style="padding: 2; width:208; height:104"><legend><b>My SMS</b></legend><marquee onmouseover="this.stop()" onmouseout="this.start()" direction="up" scrolldelay="2" scrollamount="1" style="text-align: center; font-family: Tahoma; " height="78"> اضف كلمتك هنا ..للكتابه فى هذه القائمه توجه الى ملفك الشخصى وانزل اخر الصفحه وقم بمسح الكلام المكتوب باللغه العربيه فقط واضف مكانه الكلام الخاص بك </marquee></fieldset></form><!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com --> : تاريخ التسجيل : 04/05/2008
| موضوع: التشخيص فى شعر ابى القاسم الشابى الجمعة 23 مايو 2008, 2:51 am | |
| يعد شعر أبي القاسم الشابي مثالا صادقا للشعر الرومانسي بصفة عامة، فيلاحظ أن التجربة الشعرية لدى الشابي ممثلة لآمال وآلام شعراء الحركة الرومانسية، فهو ينشد الجمال المطلق والسعادة، ويرى الحب سبيلا لتحقيق الخير والجمال في الكون كله، ويسمو بالحب، ويقدسه أعلى درجات التقديس. وقد عاش الشابي حياته في صراع مع مرضه، ومع مجتمعه (تونس) الذي لم يفهم ولم يقدر أفكاره الجديدة، ونبوغه الشعري إلا بعد وفاته.. وقد أدى ذلك إلى شعور الشابي بالغربة، وقد كان هذا الشعور شائعا لدى جميع الشعراء الرومانسيين الذين فضلوا العزلة عن مجتمعاتهم والفرار إلى الطبيعة بكل ما فيها، أو الفرار إلى داخل النفس ليعيشوا في عالم آخر خاص بهم.
وقد تضافرت الظروف الاجتماعية والسياسية وأيضا الخاصة التي عاشها الشابي في تشكيل رؤيته وتجربته، فقد عانى ظلم مجتمعه، وتأثر بما كان سائدا فيه من تخلف وجمود، كما عانى آلام الوحدة بعد أن فقد حبه الذي ظل يبكيه طوال حياته، وبعد أن فقد أباه الذي كان رمزا لكل المبادئ والمعاني السامية التي يؤمن بها الشابي، وعانى آلام المرض الذي أصيب به في مرحلة شبابه، وكان سببا في وفاته وهو في ريعان الشباب. كل هذه العوامل أدت إلى الإحساس الحاد بالألم داخل نفس الشابي، كما أدت إلى ثورته على الجمود والتخلف من جهة أخرى، وقد عبر عن ذلك في شعره الذي يبدو فيه الصراع بين الحزن والسعادة، وبين الموت والحياة، وينتهي هذا الصراع بتفضيل الموت الذي اعتبره الشابي بداية لحياة أخرى مليئة بالسعادة والجمال المطلق، بعيدة عن الآلام والقبح الذي انتشر في حياة البشر، ويبدو ذلك في قوله:
أما إذا خمدت حياتي وانقضى ________________________
-------------------------------------------------------------------------------- عمري وأخرست المنية نائي ________________________
فأنا السعيد بأنني متحول ________________________
عن عالم الآثام والبغضاء ________________________
فأنا السعيد بأنني متحول ________________________
عن عالم الآثام والبغضاء ________________________
لأذوب في فجر الحياة السرمدي ________________________
وأرتوي من منهل الأضواء ________________________
وقد اعتمد الشابي في تشكيل موقفه ورؤيته التي تصور الصراع والآلام بداخله على التشخيص الذي ينتشر في شعره انتشارا واسعا، إذ يعتبر وسيلته للكشف عن انفعالاته وآلامه الداخلية وصراعه مع مجتمعه، فالتشخيص ذو قدرة كبيرة على التكثيف العاطفي، وعلى الإيجاز والإيحاء، وهذا أمر يسعى إليه شعراء الرومانسية ومنهم الشابي بصفة خاصة. والتشخيص أكثر الصور قدرة على التعبير عن المشاعر الداخلية، وأكثر قدرة على تحقيق الإسقاط، إذ يسقط الشاعر ذاته على مظاهر الطبيعة من حوله من خلال صوره التشخيصية، ويبدو ذلك في معظم شعر الشابي وخاصة في قصيدة "مأتم الحب" التي سنتوقف عندها. وقبل ذلك لابد من مناقشة ظاهرة التشخيص التي سادت عند شعراء الرومانسية بصفة عامة. إن التشخيص سمة من سمات الشعر الرومانسي بصفة عامة، فالرومانسيون يكثرون من تشخيصهم للأشياء ولمناظر الطبيعة وقوى الإنسان، وهذا يدل على عواطفهم المشبوبة وحسهم المرهف بجمال الطبيعة. وهذا يؤكد رأي فريق من الباحثين الذين يحملون التشخيص على قوة العاطفة وعمقها، فالوجدان الإنساني قد يقوى لدرجة أنه "يمتد فيشمل ما يحيط به من الكائنات" ولاشك أن إيثار التشخيص يرجع إلى ذاتية المبدع الذي يسقط ذاته على الوجود وعلى الطبيعة من حوله، فيمنح الكائنات كيانا إنسانيا يشاركه حياته ومشاعره، لذا يلجأ الرومانسيون إلى هذا النوع من التصوير تعبيرا عن مشاعرهم ورؤيتهم الذاتية للكون "فالشعور الدقيق هو الذي يتأثر بكل مؤثر ويهتز لكل هامسة ولامسة فيستبعد جد الاستبعاد أن تؤثر فيه الأشياء ذلك التأثير، وتوقظه تلك اليقظة وهي هامدة جامدة، خلو من الإرادة". وهذا يفسر ظاهرة التشخيص التي سادت عند الرومانسيين وعدت من خصائص الأدب الرومانسي. والتشخيص ذو قدرة على التكثيف والإيجاز، وهذا أمر يتناسب مع ذاتية المبدع الرومانسي وتجاربه الخاصة، وهذا يفسر بروز هذه الظاهرة في العصر الحديث بعد ثورة الرومانسيين على الأسس الجمالية للتفكير التقليدي. ولا شك أن بروز هذه الظاهرة عند الشابي خاصة، وفي الاتجاه الرومانسي بصفة عامة، وإيثار الشعراء الرومانسيين لهذا النوع، لا يعني أن هذه الظاهرة جديدة على الشعراء، وإنما يعني ارتفاع نسبة تكرار هذه الظاهرة الأسلوبية عند الرومانسيين أكثر من سابقيهم، لأن ظاهرة التشخيص تعتبر ظاهرة عالمية في جميع الآداب، لذلك "التفت إليها البلاغيون في كل أدب وأشار إليها أرسطو في شعر هوميروس الذي كان يجري كثيرا من مجازاته على طريقتها، فالرمح مجنون والحجر قاس، كما أشار إليها دارسو الآداب العبرانية القديمة والآداب السامية". وقد أشار عبد القاهر الجرجاني إلى التشخيص وأهميته، لذا يعلق على بيت المتنبي لما جعل "الجوزاء تسمع على عادتهم في جعل النجوم تعقل ووصفهم لها بما يوصف به الأناسي". كما أشار عبد القاهر إلى هذه الظاهرة وأهميتها في تشكيل الاستعارة.. فبالاستعارة "ترى الجماد حيا ناطقا، والأعجم فصيحا، والأجسام الخرس مبينة، والمعاني الخفية بادية جلية". وهذا يدل على أهمية التشخيص باعتباره ظاهرة فنية وسمة أسلوبية توافرت في الأدب العربي قديمه وحديثه، كما شاعت في الآداب الأخرى قديما وحديثا.. فالتشخيص ظاهرة أسلوبية شملت الآداب العالمية قديما وحديثا، ويبدو التشخيص في قصيدة مأتم الحب واضحا حيث يقول الشابي: ليت شعري أي طير يسمع الأحزان تبكي بين أعماق القلوب ثم لا يهتف في الفجـ ـر برنات النحيب بخشوع واكتئاب
لست أدري أي أمر أخرس العصفور عني أترى مات الشعور في جميع الكون حتى في حشاشات الطيور أم بكى خلف السحاب
في الدياجي كم أناجي مسمع القبر بغصــــا ت نحيبي وشجوني ثم أصغي علني أسـ ـمع ترديد أنيني فأرى صوتي فريد
فأنادي يا فؤادي مات من تهوى وهــذا الـ ـلحد قد ضم الحبيب فابك يا قلب بما فيـ ـك من الحزن المذيب ابك يا قلب وحيد
ذل قلبي مات حبي فاذرفي يا مقلة الليــ ـل الدراري عبرات حول حبي فهو قد ودع آفاق الحياة بعد أن ذاق اللهيب
واندبيه واغسليه بدموع الفجر من أكــ ـواب زهر الزنبق وادفنيه بجلال في ضفاف الشفق ليرى روح الحبيب يبدو إيثار الشابي للاستعارة التشخيصية في قصيدة "مأتم الحب" إذ تصل نسبة تكرار التشخيص إلى 77 في المائة تقريبا من صوره في القصيدة. ويبدو الجانب المأسوي في رؤية الشابي للكون، فهو يعبر عن ألمه وتمزقه النفسي وشعوره بالفقد، ويستخدم الشابي الصور التشخيصية بصفة خاصة في تشكيل موقفه ورؤيته. ويبدو دور التشخيص واضحا في القصيدة، فالشاعر يجعل عنوان القصيدة "مأتم الحب"... وهنا يبدو أهم محور من محاور التشخيص في القصيدة وهو تشخيص الحب الذي يشيعه الشاعر بالحزن والبكاء، وهذه الصور تحمل شحنات عاطفية كبيرة فهي تصور مدى الآلام التي يعانيها الشاعر بسبب فقده للحب، كما تصور رؤيته العامة للحب، تلك الرؤية الرومانسية التي تجعل الحب سبيلا وحيدا للسعادة والجمال والخير، وهذا يدل على تقديس الحب والحبيب. كما يستخدم الشاعر التشخيص ليحقق من خلاله الإسقاط إذ يسقط ذاته على الكون من حوله من طير، وعصفور وقبر، فالأحزان (تبكي) والطير (يهتف برنات النحيب)، (بخشوع، واكتئاب) والحزن (أخرس العصفور)، والشعور (بكى خلف السحاب). وهذه الأشياء تتجاوب مع الشاعر، وهي تشعر بالحزن والألم مثله، فالشاعر يسقط أحزانه الداخلية على كل شيء حوله، وهو يبث مشاعره في هذه الأشياء من خلال تشخيصها، وهذا يدل على الامتزاج بين الشاعر وبين الطبيعة من حوله، لذلك (يناجي القبر بغصات نحيبه). | |
|